عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Monday, December 31, 2007

07-08

د
تداعيات عام تلى اعوام طوال .. و يعلم الله وحده كم سيتبعه من اعوام .... ماذا اكتسبت فى هذا العام؟ وماذا خسرت؟ ما زاد على و ما نقص منى؟ من كنت و كيف صرت؟
د د*********** د
د
د د(التصميم)د
د
د لم اعرف عن نفسى قط انى قد أقدر يوماً على هذا الكم من الاجتهاد و الاهتمام بالعمل .. فى شد ازدحامه، كنت أحلم بما ورائى من مهام فى الغد و ما تم منها وما يجب على ان افعله حتى لا يتعطل العمل .. حتى انى أذهب مبكرا عن موعد بدء الدوام (أحقا هذه أنا؟!) ...احب عملى فى مكانى هذا و بتلك المسئوليات و الواجبات .. أتعلّم ... اكتسب خبرة ... اتمرن أكثر على القدرة على المواجهة ... أضع مثالاً .... محل ثقة و يمكن الاعتماد على كليةً.... أعترف ان اجتهادى هذا لمصلحة شخصية صرفة .. أود ان أكون – و أظل - "غير قابلة للاستبدال" فى عملى .. معروفة الاسم فى مجالى ... يملؤنى طموح رغم الاحباطات المتتالية ... و اعرف عن نفسى هذا القدر من التصميم الذى سيجعلنى أصل لمكان ما يوما – ليس بعيدا جدا – و اكون فيه ما ارغب لنفسى ... سأصل يوماً باذن الله .. هنا او فى مكان آخر .. ولكنى مصممة على ان أصل .. و هذا هو المهم. د
د
د د(الناس)د
د
د عرفت كثيرين ... من ترك ندوبا و من ترك زهوراً و من ترك نوراً يضىء ظلام العمر ... و من هو باق هنالك بلا فائدة حقيقية ترجى .. هو موجود لانه لابد ان يوجد او اعتاد ان يوجد .. فلا ضرر ولا نفع .. فقط موجود ... عرفت فى هذه السنة التى تلفظ انفاسها الأخيرة مجموعة فى العمل ... أعتز بهم حقاً ... اعرف اننا لن نبقى أصدقاء طوال العمر .. و اننا ان بقينا على اتصال لكان هذا معجزة ... ولكنى أشكرهم على وجودهم هنا .. فى هذا الوقت و هذا المكان .. هم من هؤلاء الذين يتركون زهوراً و نوراً فى كل مكان .. و قتما احتجتهم او لم تحتجهم، هم لك و معك .. أكرمنى بهم الله لأشعر ان الدنيا فيها بعض من خير و بامكان هذا الخير ان يوجد فى بعض الناس ... اعطونى الأمل ان مازالت هناك أرواحاً يمكنها اقتراف الرحمة و المحبة و المودة و الانسانية .. و اشعر مع من عرفت مؤخراً منهم و كأننا اخوة من دم واحد ... وأنهم سندا لى ان مالت الايام بى ... د
د
د
لكم يا من تملكون تلك الروح .. يا من تملكون آخر قبس – تقريباً – من الانسانية و تذكرونى دوما بضرورة الاحتفاظ بانسانيتى ...ديا من شكلوا حياتى فى البدء و يا من يساعدوننى الآن على الاحتفاظ بنفسى كما انا د
د
د أمى - أميرة عبد الجواد – أحمد خالد - مها عادل -أمينة زكى – روضه على – مروة محمد – أيمن تيمور – خالد عبد المنعم – محمد شحاته – ربيع غنيمى - ياسمين امام – احمد كامل – أحمد الديب ... د
د
د احبكم فى الله .. و أفتخر بمعرفتكم ... و رزقكم الله راحة البال جميعاً
د
د
د د(الغضب)د
د
د كان جزء لا يتجزأ منى ... بل استولى على وقت طويل جداً .. أكل كل ما بداخلى من مشاعر ايجابية او حتى سلبية أخرى ... أطفأ أفراح كثيرة ... و وأد ضحكات أكثر ... و قتل قلباً ... خلف ندوباً على روحى كثيرة .. ثقيلة .. سأتخطاها يوما ما – ليس بعيدا جدا – و ولد كراهية منزوية ... معاقة .. لا هى كاسحة تقضى على الأخضر واليابس ولا هى ماتت جنينا مشوها و لم تولد .. هى هناك .. تظهر كلما استفاق غضبى الذى صار الى سبات (شكرا لله الرحيم) حين يكشف غضبى عن وجهه القبيح و روحه الشريرة يتوجه فوراً للسبب .. يترجم فى صور شتى .. لكنى لم اعد أسمح له بالسيطرة الكالمة على .. وافساد ما احب من اشياء .. لن اسمح له ثانية أن يمنعنى من ارسال نظرة عشق للنيل .. او ضحكة لطفل صغير ... او دعاء بقدوم الفرحة للسماء.د
د
د أيها الغضب .. عرفت فى نفسى قوة ستقتلك غيظاً ... و عرفت من حولى أناس د- بضعفهم او بقوتهم -د يزيدون من قوتى ....د
د
د أيها الغضب .. "أأكل بعضك" ........ مت بغيظك غير مأسوف عليك........د
د
د د(الضياع)د
د
د انه لمن شديد حزنى ان أرى رؤوساً أينعت، و ينتظرمنها العمل والانتاج و البناء و التعمير .. ولا تفقه من امرها شيئاً .. ولا تعرف لنفسها غرضا او هدفاً ... شباب لا يعرف لنفسه هدف .. و قليلة هى الفائدة المرجوة منه فى العمل او التقدم ... انظر اليهم و اتساءل ماذا فعلتم بسنين دراستكم و ماذا فعلتم بانفسكم و الى اين انتم ذاهبون؟ فيم تستخدمون عقولكم و إلام تطمحون؟؟ ولا مجيب ............... د
د
د د(الفراغ)د
د
د ان تشعر بغضب ... حزن .. سعادة .. ضيق .. فرحة .. ضياع .. كآبه .. طموح .. اى كان ما تشعر به هو شىء جميل .. يخبرك انك على قيد الحياة ومازالت لديك القدرة على الشعور بشىء ما .. سلبى كان او ايجابى ... و لكن ان تشعر بالفراغ ... ان تبيض صفحة روحك فجأة فلا تحمل ذرة من سلب او ايجاب شعورى!!! ان تغدو كآلة تتحرك وتتكلم و تتصرف دون شعور حقيقى تجاه كل ذلك .. ان تتحول الى زومبى!!! هذا هو الفزع الحقيقى ... قد يكون هذا الفراغ مطلوبا تجاه مواقف او اشخاص بعينهم لانهم اقل من أن يذكروا او أن نعمل لهم اعتبارا فى مشاعرنا .. ولكن لا تستمر طويلا ... الفراغ كالغضب .. الغضب نار تحرق ما تقابله .. والفراغ ثقب اسود خفى لا تدركه الا و قد أكل روحك و حولك الى زومبى و آلى .. "كله الا الفراغ" .. على الاقل لمدة طويلة ... د
د
د د(الطفولة)د
د
د هى حقاً طفولة .. تعاند و تكابر لكى تظل موجودة و تظل حية .. و هو ما يجعلنى أحبها و اشتاق اليها .. عنادها .. وانا طفولتى تملك تصميمى .. مصممة هى على ان تبقى .. ربما توارت و تركت الأضواء لسنين عمر او شعر خطه الشيب ... او نضج فى الملامح او القلب .. ولكنها موجودة .. تختفى عن الأنظار برهة ثم تعود حين يحلو لها .. تعلن عن نفسها فى ولع بافلام الكارتون .. عن حنين لأغنية كـ"ابريق الشاى" يخلق دموعا فى وسط ابتسامة عند التذكر ... عن ركض وراء قطة صغيرة و محاولة للعب الاستغماية معها و ضحكة من القلب حين تستجيب للعب و تقفز محاولة الامساك بى بعدما وجدت مخبأى ... عن ضحكة صافية تنفلت غصباً مع الأصدقاء .. تفعل كل هذا لتعلن و بتصميم د"مهما حاولت قتلى ايها الزمان .. مهما حاولتى خنقى ايتها السنين .. انا موجودة ... وسأظل ... بالعند فيكوا" د
د
د
د د(السعادة)د
د
د الحلم المفقود .. .الموجود حولنا ولا ندركه ... على بعد خطوة منا ولا ندرك فى اى اتجاه نأخذ تلك الخطوة دوماً .. ولا نيأس ابدأ من مطاردتها .. وهى الهدف الأعظم لحياتنا .. باختلاف انواعها وانواعنا .. من يبحث عنها فى رضا الله و من يبحث عنها فى جمع المال ومن يبحث عنها فى الحب وووو ... و كل يغنى على ليلاه .. وانا مثل بقية البشر وان كنت ابحث -اولا- عن مدخل فى روحى يسمح لها بالدخول – او حتى التسلل - ان وجدتها ..... د
د
د د(الانتظار)د
د
د دائما ما كنت فى سنىّ حياتى أنتظر شيئا ما!! انتظر دمية " باربى" بعد النجاح فى امتحان الصف الاول الابتدائى .. انتظر دراجة – لم تأتِ – فى عيد ميلادى العاشر ... انتظر صديقاً مخلصاً لوجه الله تعالى يذكرنى فى اشد حالاتى قنوطاً ... انتظر أموالاً مقابل امتهان فى العمل – لا امتهان العمل .... انتظر كلمة ثناء من رئيس عمل ... أنتظر وسيلة مواصلات فى زحام حار او فى زحام ماطر ... أنتظر أنتظر أنتظر ....د
د
د حتى مؤخراً .. لما أكرمنى الله بسعة من رزق سببه أمى و زخة شجاعة منى – أرجو الا يعقبها الندم – و قررت شراء سيارة .. انتظرت!!! و كأن عشر سنين من الإنتظار لم تكفى!! فبقيت أنتظر تسلمها و أن أستخرج لها رخصة و و و ... وحاليا انتظر زخة أخرى من شجاعة حتى أقود فى زحام القاهرة!!!!د
د
د يالسخف الانتظار!!!د
د
د
أكبر قاتل للفرحة ... ما جدوى ان تنتظر فى زحام خانق لمدة طويلة حتى تلقى أصدقائك او من تحب، كيف ستكون حالتك ساعة لقائهم؟؟ هل مثلما خرجت من بيتك ذاهبا لملاقاتهم؟! أشك فى ذلك. د
د
د حتى سيارتى .. من طول انتظارى لها مازلت حتى الآن أشعر انها ليست ملكى وانى سأردها لأحدهم!!! د
د
دج
هذا هو الانتظار وما يفعله بالروح ...د
د
د ربما انا عجولة بعض الشىء .. ربما انا جبانة بعض الشىء ولا املك من الاقدام ما اظن انى املكه ولهذا انتظر طويلاً فى بعض الأحيان ....د
د
د
د ولكن .....د
د
د ماذا افعل حيال انتظار "من" تأخر حتى الآن بعيداً عن أرضى و سمائى؟!د
د
د كم من اغنيات تنتظر ان نسمعها سوياً .. كم من أحلام تذوى دونه شريكا فى تحقيقها ... كم من فرحة خبا بريقها لانه لم ينعكس فى عينيه ... كم من ضحكة بهتت لانها لم تجد لها صدى على شفتيه .... كم من ليال بلا نجوم تسكن عينيه .. كم من نهارات غابت فيها الشمس لانها لم تشرق على وجهينا معاً ... كم من سنين ستمر قبل ان ياتى ... ان أتى .........د
د
د
د له و له وحده أقول ...د
د
د مللت الانتظار جداً ...د
د
د و تأكد انى لم يعد فى طاقتى كثير منه ... وان احتملت انتظارا .. لم يعد فى العمر الكثير لكى يضيع فى الانتظار...د
د
د
ان لم تأت ... أنت حر .. ولكن لا تتوقع منى انتظاراً أكثر ............................ د
د
دد *******************
د
د
د و بناء على ماتقدم .. وجدت فى نهاية عام و بداية آخر .. انى خسرت غضبا و أناسا قست قلوبهم ... خسرت قليلا من سواد شعرى .. خسرت بعض من عمر لم افعل فيه ما كنت اتمنى فعله فى هذا الوقت ... و ابتعدت عاما على آخر ذكرى لأبى ... و ازددت ألماً و سناً ... د
د كسبت حكمة .. و خبرة و نضجا ... كسبت اناسا لهم ارواح الملائكة .. كسبت عملاً فازددت استقلالا .. كسبت جزءا كبيرا من نفسى و لم اخسره لحساب معارك يومية مع الدنيا ... كسبت طفولة امارسها يوميا مع قطتى الصغيرة ... ربحت كرامتى مجددا بعد ان أهدرت فى مواصلاتنا و على ايد ابناء و طرقات الوطن الحبيب على مدار عشر سنوات ... كسبت نفسى كإنسانة ولم تجبرنى الظروف على التحول الى ما تحول اليه كثير من البشر............ د
د
د و ليحمل لى – و لكم - العام القادم -و ما يعلم الله كم سيتبعه من اعوام - مزيدا من المكاسب .. ولينعم علينا الله بتحقيق عددا من احلامنا و يرزقنا راحة البال ..... د
د
دد كل عام ونحن بخير
د
د

1 comment:

Anonymous said...

كلامك جميل اوى