عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Thursday, July 30, 2009

هو

د
ألقاه بعد غياب ... د
د
د
فى حضرة زحام من ناس، يتلاشى بطلّته تدريجيا حتى تختفى الارض و الموجودات من حولنا ... د
د
د
أرقبه مقتربا .. أفكر .. هل أظهر نفسى من بين الزحام، أم انتظر ان يرانى هو من تلقاء نفسه .. اختار الانتظار ... أمضيه فى ترقب حركاته و سكناته و ابتسامه و سلامه .. انخطف مع كل التفاتة له منتظرة التلاقى
د
د
تتلاقى العيون ... فتنكشف الابتسامات .. و تختفى الشخوص والاصوات تماما .. د
د
د
د" كل ده غياب؟" ... "بس الودّ موجود"د
د
د
أهنأ بوجود الود .. و اتصاله اليوم فى مفاجأة حياتية صغيرة لنا
د
د
يمضى به الكلام و النقاش مع هؤلاء الذين لم يعودوا موجودين بالنسبة لى ... أتامل قسماته و خلجاته و ضحكاته و قفشاته التى تضحكنى دائما .. ابتسم لملاحظة عدم اتساق لون حذائه مع ألوان ملابسه المتناسقة ... و تتسع ابتسامتى للكيلوجرامات الجديدة المكتسبة التى مازالت لم تجعله بدينا غير متناسق ... أفكر فى ممازحته فى هذا الأمر .. ثم تتلاشى الافكار من رأسى مجددا و تضيع بين حروف كلماته .. فأصغى
د
د
تتجسد نظراتى و تذهب اليه تتلمس وجوده .. فيلتفت الى مبتسماً
د
د
يقاطع نفسه ليحدثنى ... يتجاهل مُريد ما ليمازحنى و يطمئن على أخبارى .. يتهرب من مُحدث ما ليخبرنى عن أخباره .. د
د
د
تغلب شجاعتنا كثرة المتعاركين على لحظاته و وقته .. فأتسلل هاربة بغنيمتى من بقايا عطره التى سكنت باطن يدى من سلام مرتبك
د
د
أخبأ العطر فى صدرى .. اتنشقه كاملا لأخفيه فى رئتىّ .. لا أريد لأى شىء قد ألمسه ان يسرق و لو جزء مما ترك لى من عطر ستحمله ذاكرتى أبدا مرتبطا بسلامه .. به
د
د
أحاول أن اسرق نظرات أخيرة من خلال مرآة السيارة قبل أن أرحل تماما .. د
د
د
يحاول حزن الرحيل عنه أن يغلب سعادتى برؤياه فلا يستطع ... فتقهره ابتسامتى الآخذة فى الاتساع .. أطرب بلا غناء .. و أحلق بلا جناحين .. و أصير أخف من هواء و كأنى روح بلا جسد
د
د
و استيقظت لاجد ابتسامتى مازالت هناك تغمر روحى سعادة .. كلقياه التى غمرت قلبى و يومى بشمس ربيعية الدفء .. و نسائم صيفية مهدهدة .. و رقصات فراشات و أحلام صبايا .. و ورود و حدائق ... و نجوم اضائت لما اضاء وجهه بابتسامة تحمل اسمى
د
د
د

6 comments:

هوندا said...

أزيك ياآيات انا هنادى الى ققابلتك فى ندوة دكتور أحمد خالد

نسيت اخد الاكونت بتاعك ع الفيس بوك
ابقى قوليلى اليوزر بتاعك ايه
:D

mohamed said...

يحاول حزن الرحيل عنه أن يغلب سعادتى برؤياه فلا يستطع ... فتقهره ابتسامتى الآخذة فى الاتساع
جميل جدا الجزء ده
بصراحة المقالة كلها حلوة

Ayat said...

محمد:

اشكر لك تعليقك و اعجابك بالبوست او المقال زى ما قلت :)

بس عندى سؤال ... انت محمد مين؟ يارتى انت محمد اللى كان بيعلق عندى زماااااااان؟ ولا حد تانى؟

اشكرك فى كل حال

محمد said...

أيوة أنا محمد اللي كان بيعلق عندك زماااان و ديما هيسعدني إني أعلق علي مدونتك

Ayat said...

يااااااااه :)

عاش من قرأ كلامك يا محمد :) ايه الغيبة الطويلة دى؟

يارب تكون بخير :)

KhaLeD WahEeD said...

Ok, I have to admit a little tear was formed @ the corder of my eyes when I read this post.. maybe bcoz I have lived through this before.. Bravo..