عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Sunday, June 22, 2014

34

من الحاجات اللي الناس كانت بتستغربها لما تعرفني، اني ليا عيدين ميلاد!! واحد بنحتفل بيه في تاريخ ميلادي الهجري والتاني في التاريخ الميلادي عادي..



و طول عمرنا بنحتفل في بيتنا بالاتنين عادة، الحفلة الكبيرة كانت عادة بتبقى في التاريخ الهجري، مش تزمت ولا حاجة، لكن عشان كانوا متصورين وانا صغيرة اني محسودة وكنت باقع من غير سبب كتير، وكل عيد ميلاد ليا كانت لازم تحصلي مصيبة كبيرة ابقى هاموت فيها (طبعا الناس كلها عارفة تاريخي الإسود في الحوادث) فقالوا على سبيل البركة خلينا في الهجري يمكن يزول عنها الحسد..

واصحابي القدام عشرة العمر عارفين الموضوع ده.... لحد النهاردة بيكلموني يعيدوا عليا في الهجري حتى اللي منهم في بلد تانية.. ويمكن بيفتكروه أكتر من الميلادي بالتعود كده :)



جدير بالذكر ان السر ورا الحكاية دي، أبويا.. هو اللي كان حافظ تاريخ ولادتي الهجري و هو اللي اقترح موضوع الاحتفال بيه على سبيل البركة ورفع الحسد.. رغم انه في حياته وفيما يخصه كان شخص لا يتطير مطلقاً تقريبا.. ولا كان له في جو الناس عينيها حارّة وداري على شمعتك تقيد والحركات دي نهائياً... بس ماعرفش جت له الفكرة دي ليه وازاي.. بس اللي حصل!



كان جو الاحتفالات بيبدأ من قبل التاريخ نفسه بأسبوع.. أمي كانت أستاذة في عمايل التورت والحلويات -زمان لما كان لها نِفْس- وكانت تبدأ تجهز البوفيه العامر بخمس ست أشكال وأنواع تورت مختلفة، غير البيتي فور تلات أربع أنواع والبسكوت بالمحلب والبسكوت من غير محلب وفطير باللحمة وبالجبنة وحاجات كتير اوي من قبل التاريخ بأسبوع.. مع تنضيف البيت اللي كان بيبقى شبه تنضيف العيد..



طول الأسبوع ده وكل يوم بابا يقولي "كل سنة وانت طيبة يا أُوتي" او اسم الدلع التاني اللي كان سر بيننا احنا التلاتة وأميرة بحكم الوقت اللي كانت بتقضيه في بيتنا (يارب تكون نسيته!).. ومش مثلا يقولي الصبح اول ما نقوم وخلاص، لأ.. الصبح لما نقعد نفطر سوا، وقبل ما أنزل المدرسة، ولما يرجع م الشغل، وقبل ما أنام.. ده كان ترتيب حركتنا في البيت بصفتي بانزل المدرسة قبله وبيرجع من الشغل بعدي وبانام قبله.. وماكانش الموضوع بيقف عند كده –طبعا- ده كان بيستمر كمان الاسبوع اللي بعد عيد الميلاد، بنفس ترتيب المرات..



كتير كنت أضحك، وابقى مبسوطة.. وكتير كنت أزهق من التكرار.. خلاص بقى يا بابا هو كل شوية؟ أيوة كل شوية هي مناسبة قليلة يعني!! ده عيد ميلاد أي كلام يعني أومال لما يبقى عندي 16 ولا 18 سنة هاتعمل ايه؟ هافضل برضه أقولك كل سنة وانت طيبة كل شوية



وفي مرة زعل اني زهقت من تكراره لجملة كل سنة وانت طيبة دي وقعد يوم بحاله مايقولهاش.. فلما حسيت انه زعلان مني جيت انا وقلت له "كل سنة وانت طيب يا بابتي" بصّلي بعتاب كده وسكت فاعتذرت له – على قد ما انا فاكرة – ورجع قالها لي تاني يوم...



طبعا مش محتاجة أقول ان الجو ده كان بيتكرر في التاريخين، الهجري والميلادي حتى لو الحفلة اللي كانت بتتعمل في الميلادي كانت بتبقى أصغر وأضيق من حفلة الهجري، اللي كان بيبقى سهل ييجي فيها صاحبات المدرسة بحكم اننا في وقت الدراسة يعني لكن الميلادي كنا بنبقى أخدنا الأجازة وناس كتير بتسافر أو للدقة يعني انا علاقتي بيهم كانت بيتعمل لها Pause لحد ما ترجع الدراسة، فكان يادوب بيبقى على قد الأهل وخلاص..



بقالي يومين سرحانة في الموضوع ده بما اني قعدت أحتفل بعيد ميلادي اسبوع بحاله قبل وبعد..



ما بين قبلها بأسبوع فطار مع قرينتي الجوزائية صاحبة اليد الذهبية في الطبطبة على روحي، وبعدين مقابلة مع الأصحاب القدام عشرة العمر اللي غنوا لي كل اغاني العيد ميلاد بما فيها ابو الفصاد واحنا في العربية بعد خروجة متأجلة بقالها 3 سنين، وضحك من القلب، وحفلة، وحفلة تانية بأصوات ومحبة من السما قبلها بيوم، ويومها سينما وحفلة صغنونة في البيت مع أمي الكبيرة وامي الصغيرة وبنتي وبنت بنتي وكتاب هدية لروحي، وبعدها بيوم خروجة مع ابني ومرات ابني وصديقنا وهدية وورد، وبعديها بيوم كمان خروجة سينما تاني وهدية من امي الصغيرة التانية و طبيبة روحي، وبعدين حفلة، وبعدين سينما وكتاب تاني هدية لروحي في نهاية اسبوع الاحتفالات بعيد ميلادي.. كانوا أسبوعين لطاف الحمدلله برغم انه ضاع فيهم وقت كتير اوي في الشغل بس معلش كلنا لها.. ده غير المكالمات والرسايل الحلوة أوي اللي فرحتني وخلتني مزقططة بجد...



بقالي يومين سرحانة في الاحتفالات اللي عودني عليها أبويا.. وفكرة 2 عيد ميلاد في السنة - صحيح مابقيتش احتفل بيهم بقوة وهيصة زي زمان لكن الفكرة موجودة وكل ما حد هيفتكرني في تاريخ منهم هاتفضل موجودة - وجيت النهاردة حسبتها لقيته احتفل معايا بـ 34 عيد ميلاد بالتمام والكمال..



17 سنة قضيتهم معاه مضروبين في 2 عيد ميلاد كان هو أول واحد يحتفل بيهم يطلعوا 34 سنة...



لما طلع لي الرقم ده فكرت، هو كان عارف وبيعوضني في 17 سنة عن حاجات مش هيقدر يعملهالي 17 سنة قدام؟ طيب وياترى اللي جاي، أياً كان قد ايه لسه جاي، هيبقى معايا برضه؟



آه طبعا هايبقى معايا، لأني هافضل أحتفل بعيد ميلادي أسبوع قبل وأسبوع بعد لحد ما ربنا يأذن، أو لحد ما تبقى عيبة في حقي اني احتفل بعيد ميلادي بقى لما أبقى كركوبة ومكحكحة..



آه طبعا هايبقى معايا، عشان هيفضل دايما فيه فرق 8 أيام بين عيد ميلادي وتاريخ وفاته.. اللي بالمناسبة برضه كان من الحاجات القليلة اللي كان فاكرها وبيسأل عنها في أيامه الأخيرة برغم حالته الصحية.. وبرضه افتكر يقول لي كل سنة وانت طيبة يا أوتي.. صحيح مش لمدة اسبوع بس افتكر.. وفوت يوم بين اسبوع الاحتفالات عشان يديني فرصة انبسط...



شكراً يا بابتي على كل عيد ميلاد قضيته معايا وفرحتني بيه وماحسيتش بقيمته ساعتها، زي كل حاجة في حياتنا، لكن فضلت أحس بقيمته بعدها بـ 17 سنة... والله أعلم لحد امتى..



شكراً يا بابا.. وكل سنة وانت معايا...









No comments: