عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Tuesday, September 15, 2015

سبعاويات في خمس سنوات

من خمس سنين زي النهاردة انا كتبت شوية الحاجات دي
من فترة كده، جت قدامي، ولقيت قسم الأمنيات تحديدا اتحقق منه كام حاجة كده.. ما كنتش مصدقة! 

اترسمت على وشي ابتسامة كده، وحسيت بشوية رضى زيادة.. فيه حاجات بتتحقق. يمكن مش بناخد بالنا انها اتحققت عشان بنتعب في تحقيقها. ويمكن مش بناخد بالنا انها اتحققت عشان بتبقى محتاجة شوية خطوات كمان عشان تكمل او تخلص.. لكن بتيجي.

القريبين مني أوي هم اللي هيعرفوا ايه اللي اتحقق من الأمنيات دي.. وايه اللي لسه ماتحققش منه ولا خطوة.. وايه اللي ابتدا يحصل بس لسه ما كملش.. وايه اللي بدأت الخطة تترسم له بس لسه ما أخدتش ولا خطوة.. 

وخليني ابتدي معاكم قائمة امنيات جديدة.. مع ابديت للقديمة كمان.. ولو لنا نصيب، هانرجع نتقابل هنا تاني بعد خمس سنين تانيين، ونبص عليهم بصة.. ونضحك شوية كمان.

قائمة 2010 - ابديت


المدى القصير(من 6 شهور لسنة):


- أخلص جزء كبير من الكتب اللي عندي قبل المعرض الجاي
*تسمع أصوات ضحك في الخلفية لأنه ببساطة، مستحيل!*
دول وصلوا 470 كتاب! حتى لو استقلت من الشغل وتفرغت للقراءة مش هالحق أخلصهم! D: 


- آخد صور تحت المية بنفسي وتطلع حلوة
* حصل وكنت باصور زميلة غطس احتفالا بغطستها رقم 100 والصورة طلعت واضحة وحلوة.. بس كنت مرعوبة الكاميرا تقع من ايدي وتضيع! D: 


- أرجع ألعب رياضة/أو أبدأ اتقن العوم
* حصل فعلا.. واشتركت في جيم سنة.. وبعدين الجيم قفل، فأنتخت! D: لكن مؤخرا رجعت أمشي كتير وأتريض مع مفاجأة في أمنيات 2015.. ما أتقنتش العوم للأسف، بس الحمدلله ما رجعتش أخاف من البحر تاني :)


- أصلح فُلة واوديها تتغسل وتتعمل بالواكس وأسدد أقساطها نهائيا
* فلة مازالت محتاجة تتصلح D: مش من ساعتها يعني، بس أهي الدنيا ملطشة معاها زي ماهي ملطشة مع أمها (أنا).. بس أصيلة ومستحملاني برغم كل شيء وما خذلتنيش الحمدلله.. ربنا يبارك لي فيها ويكفينا شر الطريق.. لكن؛
الجميل اني في نفس السنة، 2010، ربنا كرمني وسددت أقساطها كلها فعلا :) وفي مدة أقل من الوقت اللي كان المفروض يتسدد فيه القرض بتاعها..  تلات سنين بدل خمسة.. لله الفضل والمنة.. ومن فلة وقرضها اتعلمت درس مهم، ربنا هو اللي بيسدّ ديوننا، مش الفلوس! الفلوس ممكن تبقى في ايدك، لكن تجي لها مصارف أهم او طارئة أكتر.. فإن يبقى في ايدك الفلوس وتقدر تسد بيها ديونك، دي لوحدها نعمة من الله ورزق قائم بذاته بعيدا عن الفلوس نفسها.. لله الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه
وعملتها مرة من زمن كده بالواكس والبوليش فعلا وبعدين بطلت أفكر الأفكار الباهظة دي تاني D: 


- أرجع أرسم
* رسمت مرة واحدة بس من 2010 لحد النهاردة.. ما رضيتش عن النتيجة خالص واتكدرت جدا.. 


- أعمل الـ تي شيرتات اللي نفسي فيها اللي عليها صورة السنوركل او صورة من كاريكاتير وليد طاهر
*ما حصلش للأسف


- أرجع أكتب
* كتبت كتير من ساعتها.. حاجات فاجأتني انا نفسي.. وحاجات تهريج.. لكنه كله فضفضة.. 
ممتنة جدا للتشجيع اللي بالاقيه من كل الناس لما باكتب حاجة..
ومازلت مقتنعة انها مش مادة تستحق النشر (سامحيني يا مروة D:) وكل ما باقابل "أشياء" منشورة بين دفتي كتاب ولا تستحق الغلاف المعمول حواليها حتى.. بازداد قناعة.


قائمة 2010 و 2015 وحتى تتحقق.. سبعاويات في خمس سنوات بإذن الله...


المدى الطويل ( من سنة لحد ما ربنا يأذن):


- أسافر باريس مدة كويسة
* فيه دراسة.. فيه خطة.. في انتظار الفلوس D:


- أعمل مكتبة كبيرة في أوضتي
* ما حصلش ومش هيحصل، بس لسبب جميل :)


- ألف العالم
* يا رب


- أجيب شقة/بيت في مكان بحبه و بعيد عن الدوشة و الناس
* حصل.. بفضل الله ثم أمي اللي ادتني كل الفلوس اللي حيلتها، لحد آخر قرش حرفيا، عشان أكمل على القرض اللي أخدته وبادفع فيه اكتر من تلت مرتبي بقالي 3  سنين ونص، ولسه فاضل عليه قدهم.

القرض بمبلغ مهول! ماعرفش عملت في نفسي كده ازاي.

وبرغم اني فلّست أمي، لكنها شجعتني أجيبه، رغم ان وجود البيت ده معناه اني عايزة أسيبها وأستقل في يوم ما! وبرغم اني أوقات كتير بافكر أبيعه وأخلص نفسي من هم القرض والقسط وزنقة الفلوس المستمرة من تلات سنين ونص، إلا انها هي اللي بتقويني عشان أتحمل.
ساعة ما فكرت أجيبه، قالت لي جملة بتكررها كل ما باقول بصوت عالي اني بافكر أبيعه:
"اللي تشتريه دلوقتي مش هاتعرفي تشتريه بعدين لو استنيتي. هاتيه/خليه، وماتفكريش في فلوس القسط، مش قلتي ان ربنا هو اللي بيسد عنك؟ وماتفكريش في المدة، بكرة تبصي على السبع سنين دول وتستغربي عدوا بسرعة كده ازاي.. هاتهون بس هونيها على نفسك"
ماعرفش جابت الكلام ده منين، وبتجيب منين القدرة انها تكرره بنفس القناعة والصدق، مش تطييب خاطر وخلاص! بتحب البيت ده زيي بالظبط، رغم ما يمثله من انفصال بيينا. بهدلت روحها معايا ست ايام متواصلين عشان نعمل فيه شوية حاجات بسيطة؛ قعدت ع التراب في الارض والحر في شهر مايو عشان تشوفه بيبدأ يبان له ملامح. ورفضت انها تروح "زيارة" كده من غير ما نبقى رايحين نعمل حاجة عشان صعبان عليها اننا مش قادرين نشتغل فيه بقالنا سنتين ونص. ولما وريتها صورة الجنينة بتاعته وانا متصورة مربعة فيها عينيها دمعت فرحة. فضت جزء كبير في دولابها عشان تشيلي فيه الحاجات اللي جت لي هدية للبيت من الغاليين. ومن قبل ما تيجي هدايا، لقيتها لوحدها كده شالت لي مج وبشكير ومش فاكرة ايه تاني كده (رغم انهم مافيهمش حاجة مميزة يعني!) وقالت لي دول للبيت!

ده عن الست اللي كانت السند والعون اللي قدرت بيهم أحقق الحلم ده، وان كان فاضل عليه لسه شوية خطوات.. عايز وقت كتير.. وعايز فلوس أكتر.. بس احساسي بيقولي انه هايكمل.

أما البيت نفسه.. فانا باحبه.. حب حقيقي، كأنه روح! فوق قناعتي ان الأماكن لها أرواح، بنرتبط بيها وترتبط بينا، لكن البيت ده بقى كأنه المرسى اللي مستنة أوصله.. والأهم، انه الهلب اللي مثبتني على الارض.. اللي مثبتني على الحلم.. بقى هو اللي راسم خط اتجاهي ناحيته.. 
هو السبب اني ماعملتش مكتبة في أوضتي.. عشان بإذن الله هايبقى فيه اوضة كاملة مكتبة بس.. الأرفف داير ما يدور الأوضة.. مع كرسي/قعدة واباجورة.. وسقف ملون.. ومن غير باب..

البيت ده مفتوح للناس اللي سندت وقومت وساندت ونفخت فيا من روحها قوة وصبر ومن قلبها سلام.. وهايبقى مفتوح بحسّهم..  


- أبطل شغل شركات واشتغل حاجة حرة بحبها (أفتح مكتبة)
* دي الخطوة الخمسية - حرفيا - الجاية... بإذن الله في خلال خمس سنين اكون بطلت شغل شركات. فتحت مكتبة او اشتغلت في مكتبة ماعنديش مشكلة في اي منهم.. المهم يحصل، والأهم أبطل شغل شركات.. والخطة بتترسم حاليا.


- أتخلص من الغضب
* اللهم لك الحمد كما ينبغي لعظيم وجهك وجلال سلطانك حمدا كثير طيبا مباركا عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته ورضى نفسه حتى يبلغ الحمد منتهاه.. 

ما باقولش اني بطلت عصبية، لكن مابقيتش غضبانة من جوايا زي الأول.. وما بقيتش حتى أتعصب على كل حاجة.. عدد غضباتي قل كتير الحمدلله.. وتحديدا آخر سنتين.. فتح الله عليا من نوره، ورزقني بناس طيبت خاطري.. وصرف عني ناس كانوا بيبخوا في عقلي وروحي سوادهم.. والشوية الفاضلين، باتجنبهم على قد ما اقدر.. 

بطلت أتكلم عن مشاكل الشغل بنسبة كبيرة عن الاول.. ولو حكيت أحكي بتهريج وتريقة أو عشان أنفس عن نفسي جرعة غباوة زيادة محتاجة تخرج برة سيستم جسمي عشان ما تسممنيش.. وفعلا ما بقاش يأثر عليا زي الاول.. 

باحاول أحب نفسي اكتر.. باحاول ألتمس الأعذار للناس اكتر.. باحاول أعاتب الناس أقل؛ منها تجاهل، منها تجاوز، منها تفهّم. أواخر 2013 واوائل 2014 كنت اكثر سلاما من دلوقتي.. لكن دلوقتي على الاقل مش غضبانة.. الحمدلله.


أبطل يبقى ليا توقعات واستغنى
* حصل بنسبة كبيرة.. عندي توقعات من نفسي.. لكن مش من حد.. وما بازعلش من حد خلاص؛ يا إما هو مش مستاهل اضايق نفسي عشانه، يا إما هو يستاهل اني اتجاوز عن زعلي عشانه.. يا إما أبخ في وشه كلمتين - على الهادي - لعله يفهم غلطه وان مافهمش مابتعبش قلبي معاه.

اتعلمت ان الناس قدراتهم مختلفة، وكل واحد بيقدم أحسن ما عنده فعلا! حتى الغلاّط وقليل الأدب؛ ده أحسن ما عنده. حتى المدبّ اللي ما بيفكرش في كلامه؛ ده أحسن ما عنده. وانا مش هاقدر أتحكم في كل دول، ولا أمشيهم زي ما انا عايزة، ولا حتى هاقدر أخليهم يقبلوني بطبعي ده.. فباحاول يا أتجنب اللي مش متحملة طبعه.. يا اما أتفهم طبع اللي قدامي من غير ما افرض عليه طبعي ومن غير ما آجي على نفسي.. باحاول على قد ما اقدر اني ماجيش على نفسي ولا على حد.. الدنيا بجد مش مستاهلة.


ومن هنا لحد 5 سنين كمان - يا ضامن الأعمار يا رب - ماحدش عارف ايه اللي هيحصل.. آدينا كتبنا، وساعتها لو ليا عمر نبقى نشوف! 

يا كل اللي عارفين نفسهم، وشافوا نفسهم في كلامي ده لو كان جالهم صبر يقروا الرغي ده كله يعني.. انتوا نعمة من ربنا في حياتي بادعي من قلبي يديمها عليا

أشوفكم كمان 5 سنين :)

No comments: