قررت انى هغير نظرتى للدنيا ... كنت حاسة بتفاؤل مالينى .. كنت مبسوطة اوى مع اول أيام السنة ... كنت فرحانة أوى بعربيتى .. صحيح كنت - ومازلت - بقول انى حاسه زى ما اكون مستلفاها من حد و هرجعهاله تانى مش عارفة ليه .. بس قلت لروحى انتى أخيرا حققتى حاجة كان نفسك فيها بقالك عشر سنين!! هتفرحى بيها امتى بقى؟ لما يعدى عليها عشر سنين تانيين!! د
د
و نزلت أول يوم فى السنة لابسة هدوم حلوة بحبها .. وعلى وشى ابتسامة أحلى لكل الناس ... والكل كان مستغرب النيو لووك!! قلت لهم يا جماعة انا بقيت من الرأسماليين المتعفنين ذوى الاملاك .. بقى عندى عربية! و قعدنا نضحك .. لو كنت اعرف ان الحكومة هتأيد كلامى ده و تقولك ان البترول بيروح "للقادرين" و عشان كده هنلغى الدعم من عليه و نغليه ماكنتش قلت البقين دول خالص ... تقريبا حد سمعنى ولقى كلامى منطقى .. مع انى لما كنت بركب مواصلات كانت برضه بتمشى بالبترول وماكنتش ساعتها "قادرين" ولا حاجة!! ده غير انى حتى العربية جايباها بالقسط .. يعنى حتى وانا بحاول انى ابقى من ذوى الاملاك برضه طلعت مش "قادرين"...ما علينا
د
المهم ... و لان لما الواحد يبقى عاوز حاجة اوى، الكون كله - على راى عم كويلهو - بيتآمر على انه ما يسيبكش تحقق اللى أنت عاوزه - وده على رأي عم فراج بتاع الدنيا ماتديش محتاج .. فلأنى كنت عاوزة ابقى مبسوطة و متفائله و اخلع النضارة السودا اللى لزقت على وشى .. جت الدنيا و قالت لى حااااااضر ... هنحطلك واحدة كحلى مقلمة باسود بدل ماتبقى سودا خالص!!!د
د
جه الشغل بقى زاد فيه العك اوى .. السرقة بقت عينى عينك .. ومتوافق عليها من صاحب المال!! ولما آجى أقوله طيب وافق على حاجة مش سرقة و من حق الناس .. يطلع روحى تلات شهور ورا امضاؤه الكريم!! ماشى ياعم براحتك فلوسك وانت حر فيها .. عاوزها تنسرق قدام عنيك ماشى .. بس انا مش هبقى حرامية زى الباقيين .. لا احب ابقى ولا ينفع ابقى بعد السن ده... خلاص انا كبرت على الانحراف
د
اشتكيت لله ... وقلت له يارب نجينى .. لا عاوزة ابقى ساكتة على الحق ولا عاوزة حقى يضيع انا كمان زى ماهو ضايع على بقية الموجودين .. يارب نجينى
د
ولان ربنا رحيم .. ولان سبب رزقى كان قرب يخلص من هناك .. كان بيجيلى ولا خمس مقابلات شغل فى الاسبوع الواحد!!! مديرى ماكانش مصدق .. يقولى يابنتى انتى مكلمة حد يشوفلك شغل اقوله ابدا والله .. بس ربنا عارف حالى وعارف قد ايه انا محتاجة اخرج من هنا ...د
د
لحد ما جاتلى مقابلة فى شركة جنب البيت .. مالتى ناشيونال .. او متعددة الجنسيات زى مابيقولوا على الشركات اللى هى فروع لشركات اجنبية هنا فى مصر ... كنت هموت من الفرحة .. الناس دول ما بيهزروش .. لا فى اختيار الناس ولا فى نوع الشغل و فى طبيعة الأداء .. يعنى لو دخلت المكان ده هبقى مشروع شخص بيفهم .. مشروع شخص قادر على العمل فى ظروف طاحنة .. قلت لنفسى لو دخلت هيبقى اختبار لقدراتى .. لطموحى ... لعزيمتى ... د
د
أول انترفيو كانت مع الناس اللى هيبقوا مديرينى المباشرين .. كانت رائعة ... كنت رايحة وانا مؤمنة ان رزقى على الله .. مش هعمل نوم العازب يعنى عشان اشتغل .. لو ربنا رايد هشتغل هناك بمشيئته وحدها ولو مش رايد مش هشوفها بعينى ... د
د
و تانى انترفيو ... و تالت انترفيو ... ايه يا جماعة انتوا هتودونى اشوف المفاعل النووى الاسرائيلى ولا ايه!! د
د
بس ربنا أراد .. ودعونى بالدموع من الشغل القديم .. او باللعنات الله اعلم، على حسب مين اللى بيودع .. ورحت الشركة التانية ...... د
د
عالم تانى
د
ناس تانية
د
شغل تانى .... رغم انه نفس شغلى اللى بقالى مدة فيه .. لكن طبيعة تانية .. معايير تانية .. من اول يوم شغل وانا دخلت الآله .. ترس .. ترس صغير لكن له لزوم ... لو ما مشيش كويس فيه وظيفة للآله هتتأثر .. لكن سرعان ما هيغيروه لو ده حصل .. يبقى لازم يفضل يدور .. بسرعة الآله ... وفق طبيعتها واحتياجاتها ... د
د
و من ساعتها وانا بدور ... و من سرعة دورانى بقيت مش شايفة حاجة حواليا ... ولا حد ... عشان كده كان الغياب ...د
د
بس الجديد بعد فترة أى كان و مهما طالت الفترة بيبقى قديم .. و بنتعود عليه ... و بيبقى طبيعى ... و عشان كده صار عندى وقت اتنفس فيه .. وعنيا تاخد على سرعة دورانى واقدر اشوف حواليا فيه ايه ... اتعرف الناس الجديدة ... و الحاجات الجديدة .. و صار عندى الوقت احكيها للناس القدام القريبين من القلب .. اشركهم معايا فى العالم الجديد و احكيلهم عنه
د
د
بدأت عامى فى مكان .. وفى نهاية ثلثه الأول انتقلت لمكان تانى .. مع ناس تانيين... و اتولدت حوايا حاجات جديدة .. و صحيت جوايا حاجات كنت نسيتها... و آدينى أهو قربت من نهاية ثلثه التانى .. فى بداية استكشاف العالم الجديد .. والمشاعر القديمة/الجديدة
د
و الحكايات كتيرة و جاية ... عن الشغل و الناس .. و عنى .. د
د
استنونى
د
د
**********************************
د
د
شكر: د
د
لكل اللى سألوا عنى .. واللى أخدوا بالهم من غيابى و من رجوعى ... بجد انتوا اللى بتخلوا للدنيا قيمة .. زى النجوم ما بتخلى الليل أحلى حتى لو البدر تمام فى السما... انتوا نجوم ليلى .. اشكركم كلكم .. واحبكم فى الله
د
د