قاوَمتْ كثيرا... و انهزَمتْ............... أكثر!
****
مع آخر شهقات المقاومة تذكّرت وصيتها...
"لا أريدكم أن تحزنوا.. عيشوا.. أحبوا.. احنفلوا بأعراسكم و أعياد الميلاد... لا تؤجلوا شيء منهم.. وزّعوا في مأتمي الحلوى التي أحب.. و لا تشربوا القهوة السادة.. اشربوها مثلما أحببتها "زيادة"... أو وزّعوا مياة غازية و آيس كريم.. تلك أشياء أحبها فوزعوها في مأتمي و تذكروني... تذكروا نِكاتي و سخريتي وضحكاتي.. تذكروا أفعالي/أقوالي التي أثارت زوابع الضحك في جلساتنا و اضحكوا مثلما ضحكنا ساعتها.. لقد كان الفرح عزيزا طوال العمر ولا أريد أن يعزّ أيضا في الممات.. لا تؤجلوا أفراحكم لأجلي.. سأفرح معكم"
تَعلّقت الشهقة كغصة في حلقها حين أدركت ان أحدهم لم يشاركها فرحا و لم يدرك لها ألماً إلا حين جأرت بالشكوى فقط..
حين أدركت أن البُعد لم يكن بُعد مسافات فقط، بل غلبة اعتياد..حين أدركت ان القهر لم يكن عشوائية قدر بل كان هو القدر..
حين أدركت ان الصداقة/الحب/الأمومة/الأهل/الصدق/الحق/الخير/الجمال ماهي إلا أثواب ألبستها خيالاتها لأشخاص مروا من هنالك و تصادف ان كانت في طريقهم...
حين أدركت ما كان مقامها في العالم.. حين تجسدت حقيقة انها كانت مجرد الـ بديل المتاح/المصدر الوحيد/الأسهل/الحائط المائل فقط.. و انها كانت فقط للـ "استخدام الآدمي" و الـ "استهلاك الآدمي" و ليست للـ "تعامل الآدمي" أبدا...
حين أدركت انهم، بخذلانهم و تخاذلهم، بكل استنزافهم لقواها، بكل ما سددوا لها من اتهامات و تهم، بأطماعهم و نواقصهم، باحوالهم و افعالهم تلك التي خلت من أي حب او قصد فرح أوصتهم ان يفرحوه بعد مماتهم.. و لكنها مرت هنالك كصدفة عشوائية عابرة لم/لا/لن يتوقف أحدهم عندها كثيرا...
حينها...
لم تخرج الروح من جسدها زفيرا كالمعتاد.. بل إنكتمت بداخلها قهرا و انهزاما.. و فاضت إلى ربها فإليه المنقلب....
****
كل من يمر بشاهد قبرها الخال من أي أسماء/دعاء بالرحمة سيظن القبر خاليا و ربما لن يلحظه أحدهم أيضا.. كما لم يلحظها أحد حية غالبا لن يلحظوها ميتة...
لذا
نسألكم الفاتحة و/أو الدعاء... و لو صدفة...