و أنا أحكي معه شذرات من ماضيّ.. أتذكر شغفي بالأشياء.. ولعي بالحياة..
كم كنت أهوى القراءة في كل شيء.. و الحكي عن كل شيء لقلة من الصديقات...
أتذكر يوم خطوت داخل مكتبة كبيرة للمرة الأولى... كيف كان انبهاري.. كيف انذهلت عما حولي برائحة الكتب، و رفعت أنفي أتشمم الهواء كأني أكتشف حاسة الشم لأول مرة...
كيف كان ينظر لي من حولي باندهاش.. ما بال تلك الصغيرة؟
أتذكر فرحتي و خطواتي التي لا تكاد تلمس الأرض فرحاً و خيلاء بما أحمله من كتب اشتريتها من "المكتبة الكبيرة" لأول مرة في حياتي! كتب اكتشفت بعد سنوات انها مقررة على طلبة السنة النهائية بالجامعة.. و انا كنت مازلت في الثالثة عشرة!
أحكي له و ترتسم على شفتي ابتسامة طفلة غابت عن ذاكرتي طويلاً... الطفلة و الابتسامة معاً!
أين ذهبت الطفلة؟ الشغف؟ الابتسامة؟
كيف سرقتني الحياة من الحياة؟
سؤال محا الابتسامة من على وجهي مرة أخرى.. و ضببت غيومه صورة الطفلة... حتى اختفت...