أول مرة إتقابلنا، كان عمرى 6 سنين و هى كانت خمسة .. الفرق الفعلى بيننا 8 شهور .. لكن فى عرف الأطفال أكبر منك يعنى أكبر منك بكتييييييير انشالله يكون الفرق أسبوع .. جم يزورونا هى و باباها .. كانت أول مرة يكون فى ما بين بيتنا و بيتهم أى نوع من أنواع العلاقات الإجتماعية القريبة .. دخلنا أوضتى عشان نلعب مع بعض .. قعدنا شوية نبص لبعض بمنتهى البلاهة .. يعنى، أصلنا أصغر من إننا نقيم أى نوع من انواع الحوار أساساً .. بحلقنا لبعض شويتين .... و نزلنا فى بعض ضرب!!! آه والله ... بالمخدات و بالشلت رغم تقلها .. وبالشلاليت و اللكاكيم و البونيات .... وكنا هنموت من الضحك ... ضرب ضرب ضرب .. ضحك ضحك ضحك ... إيه إللى خلانّا نعمل كده الله أعلم ... وكنا بنضحك على إيه أساساً .. برضه الله أعلم ... سنين و إحنا كل مانفتكر اليوم ده نفطس على روحنا من الضحك و نسأل بعض "هو إحنا إيه إللى خلانا نعمل كده، وكنا بنضحك على إيه؟" و لا نجد جواباً (؟)
**************************************
من بعدها كنا تقريباً ما بنسيبش بعض ... كنا جيران البيت جنب البيت ... كنا بنقضى اليوم كله سوا تقريباً .. كانت دايماً هى عندى فى البيت لأن ماما ماكانتش بتحبنى أروح عند حد أى كان .. و الموضوع ده كان مضايقها جداً ... السؤال الأزلى بيننا: "ليه أنا إللى دايماً بنزلّك وإنتى مش بتطلعى عندنا؟" .. وما كنتش بعرف أقولها إيه .... "أصل ماما مش بتحبنى أخرج" ... أو " عشان ماما ماتقعدش لوحدها" .. كلام كان بيتقالّى و بالتالى كنت بقوله .. و للأمانة، و أنا صغيرة كنت بجد عندى رعب من الإبتعاد عن دائرة الأمان بتاعتى إللى ليا فيها مطلق السلطة .. وبشكل عام نقدر نقول إنى كنت برّاوية حبتين ... :)
***************************************
أصحابنا التانيين ... أصحابى و أصحابها فى المدرسة .. لسنين طويلة مافيش فكرة خروج مع بعض ولا حتى زيارات ... و رغم إن كان لينا إحنا الإتنين ناس منهم نقدر نقول عليهم "أنتيم" لكن وجود كل واحدة فينا فى حياة التانية كان ليه معنى و مكانة مختلفة .. هى الوحيدة اللى صاحبتى من المنطقة لغاية دلوقتى رغم إنه فى الفترة دى كان فيه بنات كتير فى نفس سنى ... كنت أوقات بزهق من تكرار قعدتنا ولعبنا مع بعض تقريباً نفس الحاجات كل يوم كل يوم ... بنك الحظ إللى كانت ماما اوقات تقعد تلعبه معانا، الرقعة بتاعته إتقطعت من النص و فلوسه إتهرت من كتر اللعب .. و أوقات كنا نلعب سيجا، وكنت كتير جداً اتلائم عليها عشان أكسبها ... أو نتخانق لحد العياط على مين يبقى مدير البنك!!
****************************************
لما بقينا فى إعدادى علاقاتنا مع صديقات المدرسة بقت أقوى شويتين .. وبقى لينا حكايات مختلفة عن ناس و أشياء غير بنك الحظ طبعاً ... الغريب إن خناقاتنا قلت كتير عن قبل كده .. وفى أيام المدرسة، معروف كناموس الطبيعة إن يوم الخميس ده بتاعنا أنا وهى .. يادوب تتغدى و تيجى على طول .. ياما ناكل سوا انا وهى وماما وبابا لما يرجع من الشغل بالليل .. و كان يقعد بابا يحكى معانا عادى قدامها لأنها واحدة من البيت عارفة كل التفاصيل و الحكايات و الناس .. يعنى على الأقل كانوا بيحكوا قدامنا - إحنا الاتنين - إللى ممكن يتحكى فى وجود "أطفال"
*****************************************
فى ثانوى، ورغم زيادة تواجد صديقات المدرسة فى حياتنا إحنا الإتنين .. بس دايماً كان فيه مبدأ إننا الأساس .. ما بقيناش نتخانق خالص لدرجة إننا أخدنا بالنا وكنا نقعد نضحك ونقول ربنا يستر لنكون بنحوش الخناق وبعدين ندب خناقة محترمة نتقاطع بعدها .. وإبتدينا مرحلة مرواح السينما - مع ماما طبعاً - بس أفلام من إختيارنا ... تقريباً فاكرة كل الأفلام إللى شفناها مع بعض .. و إنطباعاتنا عنها .. و كنت أدور على الأفلام الأجنبى الحلوة و نروحها سوا .. أكتر فيلم ماننساهوش إحنا الأتنين هو أساطير الخريف .. وكنت أجيب الأفلام فيديو و أقعد أستناها لما تيجى نتفرج عليهم سوا .. وماننساش طبعاً فيلم 12 قرد ....... لغاية دلوقتى لما تفتكره تتعصب .. يا خرابى، كنت بضحك ضحك على رد فعلها على الفيلم ده ... كانت هتكسر الفيديو فوق نافوخى على الفيلم ده و خصوصا إنى حاولت أناقشها فى فكرة إن لو السفر فى الزمن ممكن طيب إزاى مافتكرش بعد عشر سنين مثلاً أن فى حد من المستقبل جالى من عشر سنين وإنها هتبقى حلقة مفرغة من التكرار .. طبعاً كادت تجرى ورايا بالشبشب ... :)
*****************************************
يوم وفاة أبويا كان يوم نتيجة 3 ثانوى بالنسبة لى و تانية بالنسبة لها .. وهى كانت مع صديقات المدرسة بيزوروا واحدة صاحبتهم ما جابتش المجموع المأمول وكانوا بيحاولوا يهونوا عليها ... أنا كنت فى البيت وماما راحت تبلغ بابا بالنتيجة وإنى نجحت .. صحيح برضه مش بالمجموع المأمول بس اهو وصلنى للخطة البديلة اللى كنت عاملة حسابى عليها .. طبعاً ابويا لا مات من الفرحة ولا مات من الزعل .. مات عشان مات .. نهاية القصة ... لما رجعت من المستشفى ما قدرتش أدخل بيتنا .. طلعت عندهم البيت رغم إنها مش موجودة .. قابلتنى مامتها و سألتنى على بابا .. قلت لها "بقى فى أفضل حال ممكنة" .. قالت طيب الحمد لله فاكرانى بتكلم بجد .. دخلت على البلكونة أبص على الشارع .. جت تجرى ورايا .. " هو انتى تقصدى إيه؟" ... بصيت لها .راحت حاضنانى وقعدت تعيط .... لما صاحبتى رجعت من عند أصحابها بالليل .. جاتلى .. دخلت من الباب، بصت لى، و إتفتَحت فى العياط ... و إللى يضحك إن أنا إللى كنت بسكتها.
******************************************
وانا فى اولى جامعة حصلت حكاية ما، تضمنت شخصاً ما، ماحبش أفتكره ولا أحب أفتكر الموضوع كله من الأساس .. ما كنتش حكيتلها أى حاجة عن الموضوع و كمان كنت بحاول أخبى .. لما عرفت .... ما اتكلمتش فى حاجة .. بس انا عرفت إنها فقدت كل ثقتها فيا للأبد .. تقريباً .. وكنت عارفة إنها لسه بتعرفنى لأننا بقينا زى إتنين إخوات قامت بينهم خناقة كبيرة جداً بس مايقدروش يتبروا من بعض عشان هما فى الآخر إخوات .. وكأن إللى فضل يربط بيننا هو الدم ........... سنين و إحنا على شكل العلاقة كده ... رغم إنها مابينتش حاجة خالص وكانت عادى .. وانا من ناحيتى كنت بحاول أراضيها بكل طريقة ممكنة وعندى شعور فظيع بالذنب ... لحد ما فى يوم كنت عندها و بنت خالتها كانت موجودة وكنا بنتكلم بقى على ذكريات وحاجات وبنضحك .. ولقيتها بتقول: "أنا فى الموضوع ده بالذات كنت على اتم إستعداد إنى أقاطعك تماماً وما يبقاليش اى علاقة بيكى، بس بجد لقيت إنه كان هيبقى فيه حاجة مش مظبوطه .. فسبت الأمور على ماهى عليه رغم إنى كنت خلاص حطيت حاجز بينى و بينك كأننا مانعرفش بعض و كأنك غريبة عنى تماماً، لحد ما لقيت إنى خلاص صفيت لوحدى من ناحيتك ولقيتنى قادرة أنسى إن الموقف ده حصل منك أساساً .. وإبتديت أحس إنك رجعتى صاحبتى زى زمان تانى" ....................... طبعاً هى كانت بتقول الكلام ده وهى مدمعة وانا كمان دمعت و مسكنا نفسنا من العياط بالعافية .. بصينا لبعض نظرة ذات معنى .... وخلاص.(؟) *****************************************
أول مرة عزلت .. نقلنا لشقة فى مدينة نصر برضه ... بس طبعاً ده مختلف عن إنى أبقى ساكنة فى نفس البيت إللى جنب البيت ... كان فاضلنا يومين ونمشى خلاص ..جاتلى رسالة منها على الموبايل .. كان نصها:
Even if i don't see you, even if we have LESS talks, hellos, stories, greetings .... always remember that my CARES .. will never be LESS.............
عديت عليها بعدها، فبقولها وانا بضحك:د" ليه المسج الجامدة دى؟" قالت لى بضحك برضه: "آه شفتى، فى وقتها موت"
-"فعلاً"
و إتفتحنا إحنا الإتنين فى العياط ...... رغم إن المسافة ماكانتش بعيدة، وعشر دقايق وهتبقى عندى .. بس حسينا بالتغيير بيقلب حياتنا ... عشان البيت مابقاش جنب البيت ...
****************************************
طبعاً بعد ماعزلنا لأكتوبر العامرة ... بقينا بنتقابل كل خمسين سنة مرة .. وبما إننا بقينا بنشتغل و أحيانا بنذاكر وعندنا إمتحانات .. وانا بقيت بنام بدرى زى الفراخ بعد ما كنت بسهر لوش الفجر ... فحتى التليفونات بقت أقل .. وبقينا نتنشق على يوم فاضى عندى وعندها نعرف نتقابل فيه إن كان بره ولا عندها ... خصوصاً إن مشوار أكتوبر بيسبب فزع وهلع لأهلها وما جاتليش غير مرتين رغم إن بقالنا سنتين وشوية فيها ....
****************************************
كان بقالنا فترة كبيرة - يمكن 3 أسابيع ولا حاجة - ماتكلمناش .. و إتكلمنا إمبارح .. قعدنا نقول موجز لأهم الأحداث اللى حصلت فى الكام أسبوع دول .. وقعدنا نرغى ييجى ساعة وربع مثلاً فى كل الكلام والأشياء و الناس.. وبعد ما قفلنا دخلت نمت وكنت قفلت الموبايل.. الصبح لقيت الرسالة دى:
When i talk to you i achieve a level of mental satisfaction, never to be achieved with anyone else. I really missed you.
*****************************************
صديقتى العزيزة .......... لو تفتكرى فى يوم على برنامج أسامه كمال بعتّ لك رسالة بتقول: So close , no matter how far
و لسه بقول نفس الكلام ...
سمو الأميرة .. تقبلى إعتذارى عن كل خطأ فى حقك .. تقبلى إعتذارى عن كل سهو عن شأن يخصك .. تقبلى إعتذارى عن عدم بقائى حيث أنا فى "بيت جنب البيت" ... تقبلى إعتذارى عن بعد المسافات و اللقاءات و الإتصالات .. واعلمى، انه على بعد المسافات مازلتِ الأقرب إلى .. مازلتِ تتصلين فجأة فى الوقت الذى أكون أفكر فيكِ بشدة و أحتاج للكلام معك .. أو تبعثين برسالة ترفع دموعى من قاع الحزن إلى حافة السعادة .. مازلتِ الوحيدة التى لم أغضب منها فعلياً حتى الآن .. رغم كل معارك الطفولة معاً و معارك الشباب مع دنيانا .. مازلتِ القريبة على البعد .. ولو صارت المسافات أبعد .. ولو صار بيننا بلاداً .. مازلتِ الجزء الذى لا يتجزأ من ماضىّ و من حاضرى و من ما تبقى من مستقبلى إن أراد الله من بقية .. مازلتِ الوحيدة التى تعرف من أحداث حياتى أكثر مما يعرف أى مخلوق على وجه الأرض .. مازلتِ كاتمة أسرارى .. مازلتِ الوحيدة التى أبكى أمامها حادثات أيامى .. أنتِ الوحيدة التى إستمعت لحكايات هوسى بمنتهى الإهتمام و الإنصات دون أن تشاركنى هذا الهوس .. أنت الوحيدة التى حين غفرت لى خطأ، غفرته بحق .. لا إنتظاراً لخطأ آخر و أخير .. مازلتِ صوت العقل حين يعلو صوت الثورة .. مازلت الصبر حين يطفو اليأس على سطح عقلى .. مازلتِ الوحيدة التى تعرفنى كما أنا .. بصخبى وثورتى وضعفى وقوتى وجنونى وعقلى .. مازلتِ الأخت و الصديقة ... مازلتِ الإبنة والأم ..... وستظلى دائماً **********************************
كتبت فى 15/11/2006 و نشرت اليوم ... يوم ميلاد ...... صـديقـتـى