عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Wednesday, July 18, 2007

فراغ

قبل الأمس كرهت ان اسمك صار يتردد مجددا فى أحاديثنا .. وكأنك عدت لتصبح جزءاً من أيامى ثانية .. ليس كرهاً بالمعنى المفهوم و لكنه امتعاض او استياء .. لماذا يعود اسمك للظهور و كأنى قد قبلت عودتك و سلمت بها كأمر واقع .. لا احمل لك و لا لعودتك ضغينة ولكنى اشعر فى داخلى بمقاومة لذلك السلام .. و اسائل نفسى لما لا اغضب و اثور و اعود لأحملك خارج افكارى و يومياتى مرة ثانية .. ولكن ارتياح ضميرى تجاهك حمل لنفسى سلاما يغلب غضبى..... د
د
د و لكن حين رأيتك بالأمس ... وحين و جدتنا نستأنف احاديثنا وكأن شيئاً لم يكن .. وكأن زمناً لم يمر لم أرك و لم أذكرك حتى فيه .. حين وجدتنا نضحك كصديقين .. و نتبادل مزاحناً و نكاتناً القديمة التى كانت معتادة .. حين تكلمنا .. و صمتنا .. حين حدقت فيك مستمعة و حدقت فى مستمعاً .. حين تقاسمنا طعاماً و شراباً مرة أخرى ..... د
د لا اعرف بما شعرت ساعتها حقاً ... لم يكن حنيناً .. و لا نفوراً .. ولا قرباً ولا بعداً .. شعور بالارتباك و الحيرة .. لست صديقاً افتقدته .. ولا حبيباً اشتقت اليه ... و لا زميلاً اعتز به و لاقيته بعد غياب ... و لا حلماً انتظره ... او ضاع منى وعثرت عليه مجدداً ... ولا حتى عكس كل ماسبق
د
د مُسخت مشاعرى تماماً و فقدت الاتجاه .. و تبلدت أفكارى ... و كأن بداخلى فكرين و قلبين .. واجتمعوا داخل عقل واحد تشتت بينهم .. بين نورو ظلام .. و ابيض و اسود ... لا احبك و لا اكرهك ... بل حتى أكاد لا اعرفك .. و بالتأكيد لم اعرف نفسى معك .. لم اعد تلك التى كانت .. لم يعد هناك شوقاً يقتلنى لألمس يديك .. ولم تعد نظراتك تجعل قلبى يفوّت دقة من دقاته .. ولم أعد اتمنى ان اكون بدل الدخان المسافر الى صدرك و لاساكن بين شفتيك .. و لا اى شىء
د
د لا اعرفك .... ولا اعرف نفسى معك .... د"من انتِ؟" د حدثت نفسى .. د"وماهذا الذى يصطرع بداخلك من فراغ؟ هل هو حنين متخف؟ أم لامبالاة بادية؟"د و سألته فى صمت د" ماالذى عاد بك مرة ثانية .. لماذا اتيت؟"د ولم يحر جواباً ..د ربما هو أيضا لا يعرف جواباً .. ربما هو ايضاً فى نفس حيرتى ... لطالما تشابهت مشاعرنا و أفكارنا يوماً ... تباً .. هل مازلت أفكر أن ما كان يوماً مازل موجوداً حتى الآن؟؟؟ ربما لذلك لم أعرفه و لم أعرفنى ... لأننا صرنا كائنين مختلفين عن ما كناه فيما قبل .... و اعود و اسائل نفسى د"ماذا بكِ؟ لماذا الحيرة؟ .. هو لا أحد .. حقاً لا أحد" د فتجيبنى نفسى د" و لكن الذكرى تربكنى ... و لم استطع بعد ان افهم كيف صار لا أحد من كان كل الناس .. كل الدنيا... كيف رحل؟ ولماذا عاد بعد ان صار مجرد شخص ما لا يعنينى فى شىء ولن يعنينى ابداً مجدداً؟... ما معنى كل هذا العبث؟ ولما كل هذا الفراغ داخلى؟ ألأنه صار فراغاً هو أيضاً؟ أم انا التى صرت فراغاً؟؟؟؟"د
د
د و لم يحر الفراغ جواباً ..................................... د

9 comments:

Ahmed Shokeir said...

من ناحية الموضوع

لقدأجبتي عليها في نهاية التدوينة ... الذكرى تربكك

دائما الذكريات هي جزء منا وتشغل حيز كبير من عواطفنا ولذلك عندما تعود الذكرى والماضي متمثلة في شخص نهتم بالذكرى والوقت الذي أمضيناه فيها وليس للشخص ذاته خصوصا إذا كنا قد إستطعنا أن نسقطه من حسابتنا
وظهوره مثلما وصفتي بدقة متميزة ولغة عالية يكون ظهورا باهتا لاروح ولاحياة فيه

من ناحية الإسلوب تمكنت من الكلمات بشكل رهيب لتوضيح مشاعرك ساعدك فيه إلتفاتك وإنتباهك للمشاعر التي انتابتك ساعة اللقاء
واعدتي الكتابة لها في لحظة صدق

Post of the day

:)

الحلم العربي said...

تدوينة جميلة
عبرت عن مشاعر كانت بداخلى لشخصية ما قريبا ....عندما يعودوا من كنت تفتقديهم جدا ثم تجدي نفسك غير شغوفة حتى لمعرفة ماذا حدث لهم

تحياتى للتعبير بطريقة سلسة و جميلة

تــسنيـم said...

في البداية عنيا اتملت دموع وقلت يااااه يا آيات قدرتي تتعاملي معاه وكأنه لم يسكن شغاف القلب منذ أمد وكيف ذلك؟؟ كيف استطعتي وأنت تتحدثين وتتجاذبين أطراف الحديث ألا تشتاقي لنظرة كان مفادها أنتي مليكتي وحياتي.. كيف مرت عليكي في الحوار كلمة كانت تحمل شفرة بينكما وظللت صامدة ولم تنهاري؟؟

ولكن لأن ما كان كان وما كان ليكون على غير ما كان... فهنيئا لك تجاوزك عن تلك الهنّات عند اللقاء الثاني

وربنا يطمن قلبك.. لعل وعسى أن أكتب أنا الأخرى تدوينة عنوانها اللقاء الثاني_ صدقت آيات

Anonymous said...

مبروك انتي ابتديتي تخفي من احاسيسك تجاهه دلوقتي تقدري تتعاملي مع الموضوع بحياديه وتقدري تختاري انتي عاوزة ترجعي تاني ولا لا مش ساعات بتسمعي كلمة احنا محتاجين نبعد عن بعض شوية قبل ما نكمل في شباب بتقولها كده وفي شباب بتعملها من غير ما تقول ولما بترجع ما بتقدروش تفهموا هما مشيوا ليه ورجعوا ليه لو الموضوع مش مشكل فعلا اي احاسيس فده فعلا الحيادية واللي انتي محتجاه عشان مشاعرك القديمة متاثرش في قرارك

Anonymous said...

hi ana sara ...masha2 alla 3aliki ya ayat walahi il kalam da gamil awe w wasafti e7sas ertebakik 7elw awe...bas 3arafa lih inti 7asa kol da yemkin l2an nazretek e7'talafit 3an il 2awil ya3ni law kan 7abibik fa inti ma3ontesh 7asah 7abibik...fa btebda2ai tshofi zay ya 7ad w btebda2i tes2ali nafsik il 2as2ila di ...bas yemkin..

مُصْعَب إِبْرَاهِيم said...

لا تدرين وقعها في نفسي..

يمكن أن يتخيل أي من القارئين الإحساس.. لكن لن يشعر به أبدا كمن عاشه

أصدق كل حرف منها..وأخلع لك القبعة احتراما

Ert3ashat said...

تدوينه حائره

صدقيني يمكن من صدقها حيرتني معاها و خلتيني افكر

يمكن امر بالموقف ده و ساعتها هفتكر تدوينه دي اوي

AZ said...

الفراخ
اللى هو الششاش
الذ الذ
مع مرق الكوسة العجيييييييييب

Ayat said...

*****أولا أعتذر بشدة للجميع عن التأخر فى الرد .. حقكوا عليا يا جماعة


*أحمد شقير:
تعليقك خلانى حسيت انى كتبت حاجة كبيرة اوى :) أشكرك على الكلام الجميل الذى أقدره و أشكرك مرة ثانية على post of the day


*الحلم العربى:
ألف شكر و اتمنى الزيارة دى ماتكونش الأخيرة .. شرفتينى


*تسنيم:
نفسى اشوفك عشان أقولك كلام كتير .. و من قبل اللقاء الثانى كمان و كل حاجة كانت و بقت و فضلت " بيس يا مان" فمتخافيش


*SAAD:
"ابتديت اخف"!!!!! مين قال انى كنت مريضة أصلا؟؟ انا كنت قادرة اتعامل مع الموضوع بمنتهى الحيادية و انا جواه .. ومافيش قرارات جاية ولا اى حاجة الموضوع أسطح من كده .. مجرد لقاء عادى جدا لا دوافع خلفه و لا آمال مرجوه من وراه ... يمكن بس قصدى ماوصلكش مظبوط .. معلش .. نورتنى


*ساره:
:) هنكمل كلامنا لما نتقابل ان شاء الله


*مصـ(الخير)ـعب:
أولا نورتنى و شرفت المدونة المتواصعة جدا بزيارتك .. أتمنى انها ماتكونش الأخيرة ان شاء الله ... وبقدر ما يؤلمنى بقدر ما يعزينى تشاركنا فى شعور واحد و أن أفهمك و تفهمنى .. أشكرك كثيراً على شراكة أقدرها و على كلماتك الرقيقة


*erte3ashat:
ماتمناش لحد أبداً يمر بالموقف ده ولا حتى اللى سبب الموقف ده .. ماهواش موقف مؤلم ... بس مسبباته هى اللى كانت مؤلمة فى يوم من الأيام ..


*az:
انا مش هرد عليكى ... بس بفرح أوى لما بعرف انك عديتى عليا هنا .. ربنا يخليكى ليا