عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Monday, August 14, 2006

أحمد زى الحاج احمد

طبعاً لا أقصد طريقة الغش فى الإمتحانات القديمة – الطريقة لا الإمتحانات- وإنما أقصد مدعيىّ التدين، والدخلاء عليه، فليس أسوأ من فتىً رقيع متهتك إلا مدعى تدين متهتك. طبعاً أنا أكثر مادتى مستقاة من مشاهدات فى الطريق والمواصلات العامة، وبصورة قريبة أكثر من أشخاص فى دائرة العمل أو العائلة حتى، ولنضرب أمثلة لتتضح الصورة أكثر. نرى فى ميكروباص إمرأة تجلس بجوار الشباك، ياتى ليجلس بجوارها رجل، أو كهل للدقة، يرتدى جلباباً، مطلقاً لحية غير مفهوم الغرض منها تحديداً، ويجلس بجوارها بشكل يكاد يكون ملاصقاً، و أنا أقول يكاد لأنه يبقى على مسافة "خيط" بينهما. "طيب أهو برضه ده يكون أحسن من واد مايص مايع"، حسن لنرى ذلك الأحسن، يرى فتاة أو إمرأة تصعد للميكروباص لا تجد مكاناً غير بجوار شاب أو رجل... بإفتراض التدين الحق، أليس من الواجب أن يذهب هو ليجلس بجوار ذلك الرجل ويتركها لتجلس بجوار المرأة التى كان يجلس بجوارها؟! المفروض أن يكون هذا هو الترتيب المنطقى، ولكنه لا يفعل أى شىء، يذهب "يتفرج من الشباك على العربيات ويعمل فيها مش واخد باله". "طيب مش مشكلة دى، يمكن انا رجعية شويتين ومتخلفة 3 شويات"، فى موقف آخر نرى شاب يافع فى بدايات العشرين من عمره، يجلس فى مينى باص، ماسكاً مصحفه يقرأ فيه... منظر جميل جداً ويشرح القلوب، صح؟ ثم تصعد إمرأة، وعجوز، ورجل شيخ إلى المينى باص... ولشدة إيمانه لا يترك مصحفه من يده، ولا بالطبع كرسيه ليجلس أى منهم فيه، "يعنى يقرا إزاى لما يقف ويقعدهم يعنى؟!!" و إحقاقاٌ للحق، تكرر ذلك الموقف من شباب كثير بشكل مستفز، ومنهم كُثر لا يمسكون مصاحف بأيديهم، ولكن ما إن يروا إمرأة أو شيخاً لا مكان لهما، يتظاهرون فوراً بالنوم العميق، وبإصابتهم بلين العظام والبرى برى. "هو فيه إيه؟" أعتقد إن ده برضه من ضمن بلادة الحس التى أصبح كثيرين يتمتعون بها، إن كان فى ذلك وحه للتمتع. أنا لا أعيب فى المتدينين بشكل عام، ولكن أليس من الدين أن يرحم القوى الضعيف؟ و أيهما أفضل، من "يتنّح" فى مكانه متظاهراً بالنوم أو بقراءة المصحف، ام أن يعطى كرسيه لمن يحتاجه؟ مع ملاحظة أنه يستطيع القراءة وهو واقف لو أراد. ومثلا، كنت أعمل بمكان ما، وكان لنا زميل يشهد له الجميع بالأخلاق والإحترام، وحين لم يكن يتكلم مع أحد كنت تراه ممسكاً مصحفاً او كتاباً فقهياً عظيماً او حتى يسبح الله فى صمت... كل هذا أكثر من رائع ومما زاده إحتراماً على الأقل فى نظرنا. ثم فوجئت به يوماً يخطب فتاة، هى محترمة مما لا شك فيه، ولكن إحترام الممثلات، بمعنى أنها تلبس وتخلع ما يحلو لها، تظهر ما لا يجب أن يظهر بشكل مستفز فلا هى"غازية" ولا هى محتشمة!!! ماهذه الإزدواجية؟ لماذا صرنا هكذا، نقول ما لا نفعل ونفعل ما لا يصح أن يِِِفعل؟ أتمنى أن يقول من يعرف لمن لا يعرف، حقاً الدين عبادة وكتاب مقدس، ولكنه أيضاً معاملة، و أخلاق. قال الله لرسوله " إنك لعلى خلقٍ عظيم" ولم يقل له إنك على تدين عظيم أو إلتزام بالفروض عظيم........ الخلق يا قوم و إلا ذهبنا أدراج الرياح.

1 comment:

Anonymous said...

hi ana sara ana 3arfa el nas dol geda ...w bamot lama bashofhom ...mesh bas el nas el merabiyen do2onhom ay kalam la2 kaman el shabab ili beyshof banat betet3akis 2odamo w maye3milsh 7aga dante aw2at tobosilhom tela2ehom wa2fin metab3in el mawkef w beyet7ako ..baga7a mn el a7'er ...bas 7'alas hane3mil eh